[size=37] [/size][size=48]قاطِفَةُ الزَّيتون[/size][size=48] [/size]
[size=37]في مَوسِمِ الزَّيتونِ في عُبِّ الشَّجَرْ... خَلْفَ الغُصونِ وبينَ حَبَّاتِ الثَّمَرْ [/size]
[size=37]شاهَدتُها بيَدٍ تُكافِحُ كَـيْ تـرى .... وأنامِلُ الأُخرى تُفتِّشُ في حذَرْ [/size]
[size=37]وتَروحُ تَقْطُفُ ، في تأنٍّ مُشْفِقٍ ..... تلكَ اللآليءَ دون كَلٍّ أو ضَجَرْ [/size]
[size=37]في حِرْجِها تَضَعُ القِطافَ المُشتَهى ..... وكأنَّها تَجني الجَواهِرَ والدُّرَرْ [/size]
[size=37]وتَفُرُّ من غصنٍ لتَعْـلو غيرَهُ ..... فإلى سِواهُ إلى غُصيناتٍ أُخَرْ [/size]
[size=37]كحَمامَةٍ مسْحورَة ٍبهَديلِهـا ..... تَسْهو وتَشْرُدُ بين أوراقِ الشَّجَرْ [/size]
[size=37]حوريَّةٌ تبدو جدائِلُ شعْرِها ..... بتماوُجِ الأنوارِ تاجاً من زَهَرْ [/size]
[size=37]من ناظِرَيها من شِعابِ رُموشِها ..... تتطايَرُ الومضاتُ تُلْهِبُ كالشَّرَرْ [/size]
[size=37]كالجمْرِ تَحرُقُ لا تُبَقِّي مأْملاً ..... بنجاةِ مُشتَعِلٍ بنيرانِ الفِكَرْ [/size]
[size=37]حُلُمٌ يُؤَمِّلُني بحُبٍ يـائسٍ ..... لا أرتَجي أمَلاً فَيَخنُقُني الكَدَرْ [/size]
[size=37]أهفو إليها للشِّفاهِ يُذيبُني ..... شَوقُ التَّلَظِّي في الرُّضابِ المُعتَصَرْ [/size]
[size=37]شَوقُ التَّمَرُّغِ بينَ سفحَي صدرِها.. بين النُّهودِ أضيعُ أغرَقُ في الصُّوَرْ [/size]
[size=37]تحت النُّهود ِعلى الضِّفافِ وتحتها.... شَلاَّلُ سحرٍ من خمورٍ من عِطَرْ [/size]
[size=37]وشِراعُ أحلامٍ يُسافرُ بالمُنى ..... عبرَ الرُّؤى نحو النَّعيمِ المُنتَظَرْ [/size]
[size=37]بورِكتِ أيَّامَ القِطافِ وبورِكَتْ ..... تلكَ الثِّمارُ تُذَرُّ ما بين الحُفَرْ [/size]
[size=37]فنَدُبُّ نزْحَفُ بانتِشاءٍ هانيءٍ ..... ونَلُمُّها من بين شوكٍ أو حجَرْ [/size]
[size=37]آهٍ أصابِعُنا الجريحةُ كم شكتْ ..... وتَوجَّعتْ وتحمَّلتْ لذْعَ الأُبَرْ [/size]
[size=37]لكِنَّها تَهوى القِطافَ وتشْتهي ..... جمعَ الثِّمار ِولو تَكَوَّتْ بالجَمَرْ [/size]
[size=37]دَعني أُداعِبْ بالخيالِ شَهيَّتي ..... للأرْضِ ألثُمُها ، لزَخَّاتِ المَطَرْ [/size]
[size=37]لتَدَحْرُجي فوقَ التُّرابِ أشُمُّهُ ..... مسْكاً وطيباً سلسَبيلاً من ذِكَرْ [/size]
[size=37]فعليهِ آثارُ الأحِبَّةِ قبلنـا ..... أهلي وأجدادي ومَنْ قبلي عَبَرْ [/size]
[size=37]فَجُذورُ قلبي في التُّرابِ تَشَعَّبتْ ..... منهُ العواطِفُ والمشاعِرُ والفِكَرْ [/size]
[size=37]والرُّوحُ تسمو كي تُواكِبَ رَبعَها ..... فتُوَدِّعُ الأرْضَ الحبيبةَ والبَشَرْ [/size]
[size=37]من قبلي انا حكمت نايف خولي [/size]