يا ليـلةَ الإسـراءِ والْمعـراج
عًـودي ! فدونَ القُـدسِ ألفُ رِتـَاجِ
يا ثالـثَ الْحرمـينِ أبكي أُمَّـةً
حـادتْ وقادتُـها عن الْمنهـاجِ
فالكـفرُ يشحـذُ سيفَـهُ لرقابـِنَا
وجُموعُنـا اصْطفَّتْ لَهم كنعـاجِ
عشرون قُطـرا يعربيـًا مُزِّقـتْ
إربـًا بأنظمـةٍ وقهْرِ سِيـَاجِ
طًغَـمٌ بِغـيِر رضىً عَلتْ هاماتَنـا
وكأنَّهم قَـرؤوا عَـلىَ الْحَـجَّاج
لا أخْـذُ رأيٍ لا حُقـوقٌ تُـرتَـجَى
لا صوتُ يعلـو منطـقَ الكًـرباج
قالوا التكاثُـرُ نعمـةٌ فسألتهم :
ماذا السِّفـاحً إذن بــدونِ زواجِ ؟
لا القُـطرُ يَجمعُ مَنْ بِـهِ , لا رايَـةٌ
لا الـدِّينُ , لا رحـمٌ أتـى بنـتَاجِ
حتـَّى غدونـا رغـم أن لسانَـنا
ضـادٌ كأقـوامٍ من الأعـلاجِ
اليـومَ دجلةُ تستباحُ وأهلُهَا
ما بين سَاجٍ في الثَّـرى أو لاجِـي
وبلادُ أفغانٍ فليلٌ حالكٌ
والظلمُ زيتُ فتيلةٍ لسِراجِ
أمَّا فلسطـينٌ فقـد بِـْيعتْ وكمْ
حـذقَ (الْمُمَـثِّلُ) حِرفـةَ الإخراجِ
يا ثالـثَ الْحرمـين لو عـلِمَ الأُلَـى
باعـوكَ ما زهـدوا بأنفـسِ تـاجِ
وقـفَ الْجميـعُ مهلِّلـينَ لطِفلـنا
ورَضَــوْا بنفـخِ البـُوقِ والأوداجِ
بالأمـس قـد أسـرى الإلـهُ بعبـدهِ
ليطُـلَّ نـورُ الْحـقِّ رغـم دياجي
فالقـدسُ تـرنُـو أن تعانِـقَ طيبـةً
ولِمكَّـةٍ مسـرى النَّـبيِّ يُناجــي
فكـأنَّ أقصَـانا كيعقـوبٍ بكــى
شَمْـلا تَفَـرَّقَ فِي رُبَـىً وفِجَـاجِ
لله كمْ نشكو الْهــوانَ فجُـرحُـنا
أعيـا الطَّبيبَ , وخـابَ كلُّ علاجِ
يا قـدسُ قد مـلَّ الـيراعُ مـدادَهُ
والطّـرسُ ضـاقَ بمادحٍ أو هاجِ
فلعـلَّ شعـري قد يكـونُ كشاهـدٍ
لِغَـدٍ . إذا غَدُنـَا بـهِ مِنْ نَـاجِ ؟
ربِّي إليكَ رفعتُ كفَّ تضَرُّعِي
فأجبْ بفضلكَ دعوةَ المُحتاجِ
والطفْ بِمَنْ لجأوا إليكَ ليشتكوا
غيضَ الزًّلالِ , وفيضَ ملحِ أُجَاجِ
جمال اسماعيل حمدان زيادة
2007-08-09