سكتَ البيانُ وأطرقتْ كلماتي*** وتدفقتْ في حَيرةٍ عبَراتي
ماذا دها قلمي أراهُ مُكبّلاً ! *** قد كان يوماً سيدَ الكلماتِ
غيري ينام قريرَ عينٍ هانئاً *** وأنا قريرٌ بالسهاد ، فهاتِ
زدني سُهاداً تشتفي روحي به *** زدْ يا فؤاداً صاخبَ الخفقاتِ
قالوا: نجومُ الليل تسمع آهتي *** فلقد توالتْ للفضا آهاتي
لكنها ظلّتْ تَدرّ شعاعها *** وتغرّ بدرَ الليل بالبسَماتِ
وحدي أنا لم يبق لي من صاحبٍ *** إلا خيالٌ في مدى مرآتي
وحدي هنا لم يبقَ لي من نغمةٍ ***إلا وجيبي أوصدى خُطواتي
أشَغَلتُ قلبي في عوالم ذاتي *** عن عالَمٍ لم يَدر كُنهَ صفاتي ؟!
فأنا ونفسي في صراعٍ دائمٍ *** لا ينتهي حتى انتهاء حياتي
سُدّتْ جهاتُ الأرض إلا وجهة *** لاحت لقلبي بالنعيم الآتي
فسجدت للباري الودود أبثّه ***همّي.. فطالت بالسجود شكاتي!
هي سجدةٌ غمرت حياتي بالسنا *** والطهرِ والإيمان والرحَماتِ
هي سجدةٌ أحيتْ لروحي زهرَها *** فتضوّعت عطراً بها زهراتي
قد هوّمتْ حولي الرؤى مكحولةً *** أوَكل هذا شكّلتْه صلاتي ؟!
ما ذا دها قلمي ! أراه مُعطراً *** بالدين .. إنَّ الدين سرُّ حياتي