يحكى ان احد الملوك كان له قدره عجيبه على الحفظ حيث انه يحفظ القصيده التي تلقى على مسامعه
من اول مره وكان لديه غلام يحفظ القصيدة من المرة الثانيه التي يسمعها و لديه جاريه تحفض القصيدة
من من المره الثالثه..وهكذا
امر الملك لمن يأتي له بقصيدة لم يسمعها بجائزه قدرها وزن ماكتبت عليه القصيدة ذهبا
فكان الشاعر يأتي بقصيده اطول من الليل وعندما يلقيها على مسامع الملك يقول له: كأني سمعتها
فيعيدها له ...يتعجب الشاعر
فيقول الملك : لست وحدي احفظها فينادي على غلامه
يأتي الغلام من خلف الستار ويعيد القصيده
ويقول الملك وكذا تحفظها جاريتي فينادي عليها لتقرا القصيدة
فينهز الشاعر حتى تتزعزع ثقتهه ويقول انا لست بشاعر
وفي احد الايام دخل الاصمعي على جماعه من الشعراء وهم يتنادبون فيما بينهم
قال لهم : ما خطبكم
قالوا: نكتب قصائد من بنات افكارنا وعندما نقرأها على الملك نجد ان ثلاثة قد حفظوها قبلنا
قال الاصمعي :لا بد من ان هناك حيلة
قام الاصمعي ونظم قصيده وتنكر بزي اعرابي وجر بعيره ودخل على الملك
قال للملك :انا شاعر من الموصل
قال له هل تعرف الشروط ..فاجابه نعم...اذا كانت من نظمي اعطيتموني وزن ما كتبتا عليه ذهبا
قال الملك حسنا اقرأ
قال الاصمعي:
صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ......هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ
الماءُ وَالزَهرُ مَعاً....مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ
فابتسم الملك لسهولة القصيده.. اكمل الاصمعي قائلاً:
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي........وَسَيِّدِي وَمَولى لِي
فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي............غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ .......مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ
فَقالَ لا لا لا لا لا .........وَقَد غَدا مُهَرولِ
هنا تعجب الملك ..اراد ان يحسب عدد (لا ) لم يستطع..اكمل الاصمعي:
وَالخُوذُ مالَت طَرَباً.... مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ
فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت...... وَلي وَلي يا وَيلَ لِي
فَقُلتُ لا تُوَلوِلي........ وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي
قالَت لَهُ حينَ كَذا.......اِنهَض وَجد بِالنقَلِ
وَفِتيةٍ سَقَونَنِي...........قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمتُها بِأَنَفي..........أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ
فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي.... بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي
وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي..... وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي
طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب........طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي
وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي.... وَالرَقصُ قَد طابَ لِي
شَوى شَوى وَشاهشُ..........عَلى حِمارِ أَهزَلِ
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ .........كَمَشيَةِ العَرَنجلِ
وَالناسِ تَرجم جَمَلِي..... فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع........خَلفي وَمِن حُوَيلَلي
لَكِن مَشَيتُ هارِباً............مِن خَشيَةِ مُبَجَّلِ
يَأمُرُ لِي بِخَلعَةٍ .......حَمراء كَالدَم دَمَلي
أَجُرُّ فيها ماشِياً.......... مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ
أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي....... مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ
نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت ...... يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي
أَقولُ فَي مَطلَعِها ........ صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
بعدما اكمل الاصمعي القصيده اراد الملك ان يستجمع ذاكرته فلم يستطع
امر بالغلام لكن الغلام .........
نادى الجاريه قالت :لا والله لم اسمع بمثلها من قبل
وقال له احظر ما كتبتها عليه لنعطيك وزنها ذهبا
قال الاصمعي: لقد ورثت لوح رخام من ابي قد نحت عليه القصيدة نحتا
وهي على الجمل لا يستطع احضارها الا ثلاث جنود
انهار الملك وأمر باحظارها ليزنها امام حشد من الناس واخذ الاصمعي كل ما كان بالخزنه من ذهب