+++++++أبي++++++++
شعر /صبري ابراهيم الزبيدي
من ديوان (خبز وبنفسج)
الإهداء/إلى أبي الذي ضيعني.....من اجل الخبز.......و.....إلى.......عاشقة.......البنفسج
إكراما لعينيها
لساني مبضعٌ أعمى==دمائي معدنٌ أسود
ونفسي كم تمزقني== إذا ما موجـها أزبد
حملتُ الريح في كفي==لأزرعَ ســـاحلي زهرا
نذرتُ الشمسَ قرباناً==حصدتُ عواصـفاً تترى
سمعتُ المكرمة المعطـــــــاءَ تحكي للندى ســـرا
أهذا العابثُ الشاكي==غريبٌ يهــــــدرُ العــمرا
تُرى مَن أسكرَ الدنيا==شراباً من جنونِ أبي
ومن ألقى بمعطــــفهِ==على نارٍ بلا لـــــهبِ
وكنتُ أنا ضـــــحيتهُ==وهذا الكون يهزأُ بي
أبي أنجبتَ إنسانا==خريفياً منَ الحــــــــطبِ
لماذا أيها الجـــــــاني==لماذا أيها الأحمـــــق
تُرى من أجل شهوتكَ الخسيســـــةِ إنني اُخلق
أبي ما زلتُ موبوءاً==وعارٍ من ضياء الحق
ظننتَ بنيكَ قد عاشوا==وغصناً صنتهُ أورق
أبي أسرفتَ بالإنجاب والإيغال بالسَـــــــــرَفِ
وقد قدمــــــتني للكون تمثــــــالاً منَ الخـــزفِ
أبي صيّرتَني عبداً==وماتت ومضةُ الشـــرفِ
حنانكَ يا أبي زيفٌ==وعطفكَ صدفةُ الصدفِ
تُرى أنساكَ يا قيدي==ومن ينســـى مقيّدهُ؟؟
وكيفَ يراكَ إنسانا==حزينُ القلب موصَدهُ؟
وما زلتَ النشـــــــــيدَ المرَّ ملء فمي اُرددهُ
وما زال الرغيفُ الأخضر المنشـــود أعبدهُ
أبي يا مهرجان تعاســــــتي ونفيريَ الصاخب
ويا إنجيلَ الحــــــــادٍ==يزعزعُ فكرةَ الراهب
أبي بصلاتكَ الكسلى==اانتَ لثورتي غاضب؟
أجب إن كنتَ لي رباً==فاني صـــاغرٌ راغب
أجب إن كنتَ إنســانا==وهاكَ الحبل والغارب
أظنكَ قد عشــقتَ وقلتَ للعصفورة انتظري
سأجعلُ عشــــنا يختالُ بين الماء والشــــجرِ
وأفرشُ للصـــــغار الدربَ بالأحلام والزَهَرِ
ولوَّنتَ الطريق لها==فضلَّت وهي لا تدري
ولكني عرفتكَ مُذ== رأيتُ النورَ صعلوكا
ولصــــــاً دوَّخَ الأحياء هذا كان ماضـــيكا
وحاضركَ المجاعةُ ترتدي عينيكَ تُنســـيكا
بأنكَ قد وعدتَ غريرةً كانت تناجـــــــــيكا
أبي يا ديدبان الليــــــــــل يا من كنتَ لا تُقهَرْ
ويا برقَ الصرامةِ يشربُ الانســـانَ إن أنذرْ
لو انكَ عشتَ منفرداً==لكنتَ كطائرٍ أخضرْ
يذوبُ الفجرُ في جنحيهِ يتَّشـــحُ الســنا مئزرْ
أبي ألبســــــــتنا عرياً==ولوَّنتَ الأســـى فينا
وصارت اغنيات الناس ِتهــــــربُ من أغانينا
فلا كوخٌ نفيءُ لــــــــهُ==ولا الآمال تؤويـــنا
تُرى ما وجه حاضرنا==إذا ما اسودَّ ماضينا؟!
أبي لا بوركَ الصُـــــــلبُ الذي لملمتني فيهِ
وليتَ رصــــاصةً أطلقتَ في (دوّامةِ التيهِ)
قضيتُ بها ولم أخرجْ==فموتي لستُ أرثيهِ
أبي عفواً إذا أســــــرفتُ هذا ما اُعـــــــانيهِ
وأما ما يمزقني==فصوتٌ لستَ تسمعهُ
وثورةُ خافقٍ تؤويه كالقضـــــبان أضلعهُ
وريثكَ يا أبي حجرٌ==ونهرٌ جفَّ منبعهُ
ووجهي ثوبُ عاريةٍ==تلوّثــــهُ وتخلعهُ
لساني مبضعٌ أعمى==دمائي معدنٌ أسود
ونفسي كم تمزقني== إذا ما موجـها أزبد